حوار مع عصام القيسي في قناة بلقيس فبراير 2022

 https://youtu.be/WSaLxefHvSQ

أهم النقاط في هذا الحوار

  • تعيش اليمن أزمة هوية بالمعنى السياسي، وليس الثقافي، ولهذا هناك ضرورة للبحث عن هوية سياسية جامعة، تسمو على الهويات الجهوية أو الطائفية.

  • منذ ما بعد الوحدة تم العمل على إضعاف الهوية السياسية الجامعة من قبل القوى الانفصالية/ الحزب الاشتراكي في الجنوب، وبدعم من القوى اليسارية في كل اليمن، وتم العمل على استبقاء الهوية الجنوبية، رغم أن الحزب الاشتراكي قبل الوحدة كانت ايديولوجيته تقوم على فكرة الهوية اليمنية الجامعة.

  • بعد 2011 تم العمل بشكل منهجي، من قبل الطبقة السياسية التي تولت الحكم، على إضعاف الهوية الوطنية الجامعة وإحياء الهويات ما دون الوطنية، وتحديدا الهويات الجهوية.

  • من بعد 2012 تم تسييل الهوية الوطنية لصالح الهويات الفرعية، وكانت الرغبة، ولا زالت، جامحة لإنهاء الدولة المركزية الواحدة التي تم شيطنتها. وكان الحوثيون جزء من ذلك النشاط، لأنهم رشحوا أنفسهم كحليف موضوعي للقوى المخططة لتفكيك الدولة اليمنية.

  • هناك اختلاف بين الهوية الثقافية والهوية السياسية، الهوية الثقافية هي الهوية التي تتشكل عبر التاريخ المشترك لسكان منطقة ما، لكن الهوية السياسية تنتج عن وجود سيطرة سياسية لنظام حكم محدد على جماعة سكانية قد تكون لها هويات ثقافية متعددة. في اليمن هناك هوية يمنية بالمعنى الثقافي لدى مواطني الجمهورية اليمنية، رغم إدعاء الانفصاليين وبعض الجهويين بعكس ذلك، لكن الهوية السياسية ضعيفة وتحديدا من بعد الوحدة.

  • لم يتم الاهتمام كثيرا من قبل السياسيين والمفكرين على تحويل الهوية الثقافية إلى هوية سياسية.

  • الحزب الاشتراكي الذي كانت الهوية اليمنية الجامعة هي هويته السياسية قبل الوحدة، عمل بعد الوحدة على إضعاف الهوية اليمنية، وإبقاء الهوية الجنوبية حية ومنعها من الذوبان في الهوية الواحدة.

  • معظم المثقفين اليمنيين ينتمون لليسار، وكل هؤلاء تقريبا من بعد حرب 94 رأوا بأن الدولة اليمنية الواحدة مسيطر عليها من قبل اليمين السياسي واليمين الديني، ولهذا فإنهم عملوا على إضعاف الهوية اليمنية الواحدة و تماهوا مع الخطاب الانفصالي بشكل من الأشكال.

  • اليمن خلال تاريخه المعروف لم يعرف الدولة الواحدة التي تتصارع مع العالم الخارجي، ومن ثم لم نشهد القائد الوطني في مواجهة الآخر، فيما القادة السياسيين هم أبطال محليين لهذه الفئة أو الجهة وخصوم وأعداء لفئة أو فئات أخرى. ومن هنا ليس لنا قادة يعبروا عن الروح الجمعية لكل اليمنيين، واستدعاء التاريخ ورموزه يستدعي الصراعات والخلافات وسيتم إسقاطها على الوضع الحالي. 

  • مقاومة الغازي الخارجي في بعض الأوقات، كمقاومة الأئمة للعثمانيين، اتخذت الطابع الطائفي، ولم تكن فئات كثيرة من اليمنيين مؤيدة لتلك المقاومة، وحين خرج العثمانيون حاول بعض اليمنيين الحصول على داعم خارجي ليحميهم من الحاكم المحلي المتمثل بالإمام يحي.

  • اليمن في الوقت الحالي بحاجة إلى مشروع وطني وهوية جامعة تستند على فكر انساني، بعيدا عن التعصب القومي العرقي، هذا المشروع مهمته أن يخلق رغبة في العيش المشترك لجميع سكان اليمن الحاليين بغض النظر عن خلفياتهم العرقية والثقافية.

  • الهوية الوطنية المطلوبة مهمتها صهر الهويات السياسية الفرعية في هوية سياسية واحدة.

  • استخدام التاريخ ورموزه ينبغي أن يتم بحذر وبذكاء من خلال البحث عن القضايا المشتركة،   والبعد عن الأساطير،على الأقل من قبل النخب، حتى لا يؤدي هذا الاستخدام إلى خلق مزيد من الانقسام.

  • المشكلة السلالية في اليمن هي في الأساس فكرة دينية وينبغي التعامل معها على هذا النحو وليس من خلال الجانب العرقي، فبدون الأساس الديني تصبح السلالة في اليمن فارغة المضمون وليس لها قيمة سياسية.

  • رفض هيمنة السلالة السياسية المستند على الدين يتطلب، مواجهتها بالفكر العلماني وليس باستدعاء الفكر الديني المناقض، والذي كان سبب للصراع منذ 1400 سنة.

  • إي حركة وطنية في اليمن ينبغي لها في حال هدفت إلى تأسيس دولة حديثة أن تكون علمانية. وأن يكون فكرها يتعارض مع الايديولوجيات الاصولية كلها (الحوثية ، الإخوان المسلمين ، السلفيين وغيرهم)

  • البواعث الأساسية للحرب في اليمن مصدرها الأفكار الدينية؛ فالمتقاتلون في معظمهم يقاتلون بصفتهم مجاهدين ضد عدو يطالبهم الدين بمقاتلته.

  • خلال التاريخ معظم المتسلطين بأسم الدين لم يكونوا متدينين حقيقيين، وإنما استخدموا الدين كذريعة للحكم.

  • الصراع مع الحوثيين ينبغي أن يتم ضمن الصراع الفكري الديني وليس العرقي؛ فالحوثيين لا يقولون بأنهم ليسوا يمنيين بل أنهم يدعون بأنهم أكثر يمنية من خصومهم وهم لهذا الغرض يستحضرون الرموز اليمنية في مظهرهم العام أكثر من خصومهم.

  • إبراز تاريخ الأئمة من قبل الحوثيين، يشبه ما عمله الإخوان المسلمين عندما هيمنوا على الثقافة في اليمن، حيث أنهم ابرزوا التاريخ الإسلامي والذي كان في معظمه من خارج اليمن، وكان لهم مواقف معارضة للتاريخ اليمني قبل الإسلام وللدول والحركات السياسية اليمنية من المذاهب الإسماعيلية.

  • المشروع الانفصالي مهدد رئيسي وواضح للمشروع القومي الوطني اليمني لأنه يدعوا إلى نفي اليمنية عن سكان المحافظات الجنوبية، وحركة الأقيال موقفها ضعيف تجاه المشروع الانفصالي.

  • بعد 2011 التقت مصالح من هزم في سبتمبر 62 مع من هزم في أغسطس 68، ومن هزم في أكتوبر 78، ومن هزم في يوليو 94، وشكل هؤلاء حلف موضوعي ضد خصمهم المشترك وهم العسكر وشيوخ القبائل، ومن تم وصفهم بقوى الهضبة العليا التي تم شيطنتها، باستثناء الحوثيين. وحتى سقوط صنعاء كان الحوثيون والانفصاليون والجهويون حلفاء بشكل موضوعي. 

  • جزء كبير من المثقفين من خارج الهضبة يتعاملوا مع صنعاء وكانها عاصمة للزيود أو أصحاب مطلع، ولهذا لم يكن هؤلاء حساسين لسيطرة الحوثيين على مناطق الهضبة، ولم تبدأ شكواهم من الحوثي إلا حين وصل إلى مناطقهم. والخلاصة أن هؤلاء المدعين بالأممية أو القومية هم في حقيقتهم قرويون صغار، صفقوا للحوثي عندما كان يسيطر على الهضبة بما فيها صنعاء، وعندما وصل تعز قالوا لماذا نزل إلى تعز وعندما وصل عدن قالوا لماذا ذهب إلى عدن.

  • على إي مشروع وطني قومي أن يرسخ حقيقة أننا دولة واحدة أبدية غير قابلة للقسمة بإي شكل من الأشكال.

  • الفكر الانفصالي الانعزالي يطالب بتشكيل كيان خاص لمجرد أن الحاكم الذي ينتمي لمنطقة أخرى لا يعجبه، وهذا الفكر فوضوي بطبيعته فحتى داخل الكيان الصغير ستجد من يريد قيام كيان أصغر ليبتعد عن هيمنة هذا الطرف أو ذاك.      


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدور الخارجي في حرب 1994

هل هناك سند قانوني لفك الارتباط أو تقرير مصير جنوب اليمن؟ دراسة قانونية/سياسية

لماذا هجمات الحوثيين غير مؤثرة على الحرب في غزة؟