الانتاج النفطي !! الكارثة المسكوت عنها

تناقص الإنتاج النفطي.. الكارثة المسكوت عنها
·         الخميس 16 يناير 2014 11:15:54 صباحًا
تعاني اليمن من كومة هائلة من المشاكل المزمنة، ويوماً بعد آخر تُضاف مشاكل جديدة إلى هذه الكومة.

وتشكل هذه المشاكل في مجموعها حلقة مفرغة شريرة، تكون فيها كل مشكلة سبباً ونتيجة للمشاكل الأخرى.

ولسوء حظ اليمن؛ فليس هناك في الأفق ما يشير إلى أن هذه الحلقة ستتقلص أو حتى تبقى على ما هي عليه.

ورغم أن هناك انتباهاً إلى بعض المشاكل، كالدعوات الانفصالية في الجنوب، والعنف في محافظة صعده، وجوارها، وعمليات القاعدة، وغيرها؛ إلا أن هناك مشكلة لا تقل عن تلك المشاكل خطورة، إن لم نقل بأنها المشكلة الأخطر منها جميعاً، والمتمثلة في تناقص الإنتاج النفطي في اليمن، والتي لا تجد أي اهتمام رسمي أو شعبي.

وقبل الدخول في تفاصيل هذه المشكلة، التي يمكن وصفها بالكارثة، سنوضح في الجدول التالي أهم المعلومات عن النفط في اليمن من خلال الجدول التالي:          

النفط في اليمن
معدل النقص في إنتاج النفط منذ عام 2002 يتراوح ما بين

10:5% سنوياً
معدل الإنتاج من النفط الخام في عام 2002

450 ألف برميل في اليوم
معدل الإنتاج من النفط الخام في عام 2013

190 ألف برميل في اليوم 
نسبة النقص في الإنتاج عام 2013 مقارنة بعام 2002

58%
حصة الحكومة اليمنية من إنتاج النفط الخام في عام 2002

270 ألف برميل في اليوم
حصة الحكومة اليمنية من إنتاج النفط الخام في عام 2013

120 ألف برميل في اليوم
نسبة النقص في حصة الحكومة في 2013 مقارنة بعام 2002

55%
حجم المشتقات النفطية التي وفرتها الدولة للاستهلاك المحلي في 2013

110 آلاف برميل في اليوم
حجم الاحتياج الفعلي من النفط للاستهلاك المحلي في 2013

130 ألف برميل في اليوم
نسبة انخفاض حصة الحكومة من إنتاج النفط في عام 2013 مقارنة بعام 2012

20%
القدرة التكريرية للمصافي المحلية تغطي ما يقدر بـ

60% من الاستهلاك المحلي
قيمة العائدات الحكومية من صادرات النفط الخام لعام 2013

2700 مليون دولار
قيمة الواردات من المشتقات النفطية لعام 2013

3000 مليون دولار
الفارق بين قيمة صادرات النفط الخام والواردات من المشتقات النفطية في 2013

300 مليون دولار (عجز صافي)
دخل الحكومة من مبيعات الغاز في عام 2013 في حدود

400 مليون دولار
نسبة الصادرات النفطية والغازية في عام 2013 في حدود 

90% من إجمالي قيمة الصادرات
نسبة الدخل المباشر، وغير المباشر للحكومة من النفط والغاز يقدر بـ

70% من الإيرادات العامة
معدل الزيادة في الاستهلاك المحلي من المشتقات النفطية

5% سنويا
حجم الاحتياطي من العملات الأجنبية لدى البنك المركزي نهاية 2013

5400 مليون دولار

المعلومات الواردة في هذا الجدول مستقاة من البيانات الرسمية الصادرة عن الحكومة والبنك المركزي ووزارة النفط والمؤسسات التابعة لها.

بالنظر إلى الجدول السابق يمكن الخروج بالنتائج التالية، على افتراض عدم حدوث مشاكل أمنية أو سياسية، وهو أمر مستبعد تماماً، ولهذا فإن هذه النتائج تعتبر متفائلة قياساً بالحالة المتوقعة
1-  إن انخفاض الإنتاج مستمر، ومن المتوقع أن يتوقف الإنتاج النفطي بشكل شبه كامل خلال 6 سنوات، في حال لم تحدث اكتشافات جديدة خلال هذه الفترة.

2-
منذ منتصف 2013 أصبحت قيمة صادرات النفط الخام أقل من واردات المشتقات النفطية، ومن المحتمل أن تزداد قيمة الواردات بشكل مستمر خلال الفترة المقبلة. وبلغة الأرقام فإن من المحتمل أن تكون قيمة صادرات النفط الخام في عام 2014 بما يقارب 2400 مليون دولار، فيما يتوقع أن تكون قيمة الواردات من المشتقات النفطية للعام نفسه بحدود 3200 مليون دولار، وهذا يعني عجزاً بـ 800 مليون دولار.

3-
خلال الفترة الماضية، كانت الحكومة اليمنية تقوم بتخفيض كمية الاستيراد لمواجهة العجز في فاتورة الواردات النفطية، وهو ما كان يؤدي إلى أزمة في المشتقات النفطية خاصة مادة الديزل، ومن المتوقع أن تقوم الحكومة بإجراءات مماثلة في الفترة المقبلة. ولهذا؛ يتوقع أن تشهد اليمن أزمات متصاعدة في توفر المشتقات النفطية، وخلال سنتين، يتوقع أن يكون المعروض من المشتقات النفطية أقل من نصف كمية الطلب. وهو ما يعني توقف، وتراجع للكثير من القطاعات الاقتصادية، التي تعتمد على المشتقات النفطية.

4-
دخول محطة مارب الغازية الثانية للخدمة سيوفر لليمن ما يعادل 10 آلاف برميل من النفط يومياً، غير أن أي توقف لمحطات مارب نتيجة الأعمال التخريبية أو غيرها، سيؤدي إلى انقطاع الكهرباء فيما يزيد عن 80% من الشبكة العامة.

5-
من المتوقع أن يزداد العجز المالي للحكومة اليمنية خلال السنوات المقبلة، بسبب تراجع الإنتاج النفطي، وليس بعيداً ذلك اليوم الذي تضطر الحكومة فيه إما إلى عدم القدرة على دفع مرتبات الموظفين وتقديم الخدمات الأساسية، أو اللجوء إلى طبع أوراق نقدية بدون غطاء كافٍ. وهو ما سيؤدي إلى ارتفاع معدلات التضخم بشكل كبير، وانهيار في سعر العملة المحلية.

6-
من المتوقع أن تزداد عائدات الحكومة من الغاز في المستقبل، غير أن هذه الزيادة لن تزيد قيمتها في أحسن الأحوال عن 500 مليون دولار في السنة، تضاف للمبلغ الحالي والمقدر بـ 400 مليون دولار. ومع ذلك فإن هذه الزيادة لن تغير كثيراً من المعادلة الاقتصادية.

7-
الأرقام التي ذكرناها في الجدول السابق هي أقرب إلى الصحة، وليس صحيحاً ما يرو'َج له عن وجود كميات كبيرة من إنتاج النفط يذهب لناهبين، ومسؤولين، فسوق النفط العالمية لا تسمح بحدوث أمر من هذا القبيل. فآلية شراء وبيع النفط في هذه الأسواق، إلى جانب بيانات الشركات المنتجة، تجعل من المستحيل إخفاء كميات من الإنتاج، كما يعتقد البعض.

8-
تضافرت عدد من العوامل في تناقص إنتاج النفط في اليمن، بعضها يتعلق بنقص فعلي في احتياطات النفط، وبعضها الآخر مرتبط بسوء الإدارة، وتردي الأوضاع الأمنية والسياسية في اليمن. ومن المتوقع وفقاً للمعطيات الراهنة أن تتدهور الأوضاع الأمنية والسياسية في اليمن مستقبلاً؛ الأمر الذي يعني أن النتائج التي ذكرناها تعد أفضل بكثير مما سيحدث بالفعل.

9-
استمرار عمليات تفجير أنابيب النفط، والصراع على من يحق له الاستفادة من خدمات النفط، والعمل في شركاتها – كما يتم الآن في حضرموت– سيؤدي إلى التعجيل بحدوث الكارثة. ومن المحتمل أن يتراجع الإنتاج بشكل حاد، وقد يتوقف بشكل كامل في بعض الحقول، حين تسود الفوضى التي تلوح مؤشراتها فيما يسمى هبات حضرموت.

10- يتم الترويج لبعض المعلومات غير الصحيحة عن وجود كميات ضخمة من النفط في الجوف، ولا يعرف من يقف وراء هذه الأساطير والأوهام. والحقيقة العلمية، أنه لا وجود مؤكد للنفط بالحجم الذي يتم تداوله، أو حتى بمستويات نفط مارب أو شبوة في محافظة الجوف، أو غيرها من المحافظات اليمنية. وما يؤكد ذلك؛ غياب الإنتاج النفطي في هذه المناطق خلال العهد السابق والحالي، حيث أن المنطق البسيط يقول إن النظام السابق كان سيقوم بإنتاج النفط فيها، والذي كان سيمده بالقوة والنفوذ الذي كان يسعى لها، وينطبق الأمر نفسه على العهد الحالي.

 كثير من الدول المتخلفة كاليمن؛ تظل المشاكل تتفاقم فيها ولا يتم الانتباه لها حتى تحدث الكارثة. ولهذا فإن الهدف من هذا المقال هو قرع جرس إنذار للجمهور وللمسؤولين؛ عله يجد آذاناً صاغية تعمل على القيام بخطوات فعليه لمواجهة هذه الكارثة قبل وقوعها. ومع شكي بحدوث أمر من هذا القبيل؛ فإن على الناس أن يستعدوا لأزمات بترولية أشد مما كان عليه الحال في 2011.

تعليقات

  1. عقل مقفل متخلف ماعنده الا اقتصاد النفط
    اولا الاستقرار السياسي وحل لمشكله الكبرى وهي الوحله واقامة علاقات بين الدولتين والشعبين الشقيقين شعب الجنوب والعشب اليمني الشقيق وراح تتحقق مصالح تفيد الشعبين والدولتين
    اذا عند الاخ عبدالناصر عقل بيشتغل عليه ان يفكر ويعمل عقله وعقل الشباب اليمني لبناء اقتصاد واعادة اعمار ما دمرته الحرب لان استمرار تفكيكم بالوحله يعني دمار شامل مثل سوريا ومئات الاف القتلى
    الجنوب والله يحرم عليكم وكل واحد يشوف مصالحه في بلده بدل ضياع عقود في تجاذبات بسبب تجربه فاشله فشلت من للحظه الاولى

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الدور الخارجي في حرب 1994

هل هناك سند قانوني لفك الارتباط أو تقرير مصير جنوب اليمن؟ دراسة قانونية/سياسية

لماذا هجمات الحوثيين غير مؤثرة على الحرب في غزة؟