المنظومات الفاسدة لا تُصلخ بل تقتلع
المنظومات الفاسدة لا تُصلح بل تُقتلع عبدالناصر المودع في أكتوبر 2019، أعلنت الحكومة اللبنانية عن فرض ضريبة على المكالمات عبر تطبيق واتساب وغيره من التطبيقات؛ فاندلعت احتجاجات عفوية سرعان ما تحولت إلى ما يشبه انتفاضة جماعية طالبت بتغيير جذري للمنظومة الحاكمة تحت شعار «كلن يعني كلن». شارك فيها فئات واسعة من اللبنانيين، لا سيما الشباب والمثقفون، وكانت السمة البارزة أن المحتجين كانوا من جميع الطوائف اللبنانية، ما أكسبها طابعًا وطنيًا شاملًا. جاءت هذه الانتفاضة تعبيرًا عن حالة من (طفح كيل) من وقاحة الفساد والعبث الذي تمارسه منظومات الفساد بقيادة أمراء الطوائف، التي احتكرت الوظيفة العامة والمناصب والفساد و الارتزاق والعمالة للخارج. حينئذٍ نظر كثيرون إلى تلك الانتفاضة كإرهاصات لجمهورية لبنانية جديدة، وثورة قد تقتلع منظومات الفساد كافة وتؤسس النظام الذي يحلم به الشعب اللبناني، وهو الشعب الأكثر تسيسًا وانفتاحًا في العالم. رفع المحتجون شعار «كلن يعني كلن» بمعنى أن كل الطبقة السياسية فاسدة وأن عليها أن ترحل وتأتي طبقة جديدة بدلا عنها. لكن هذه الاحتجاجات، رغم ضخامتها وشرعيتها الأخل...