التوحش الحوثي؛ طبيع وليس سلوك
التوحش الحوثي؛ طبيعة وليس وسيلة عبدالناصر المودع الحركة الحوثية مثالًا واضحًا لما يُعرف في علم الاجتماع السياسي بـ "الحركة المتوحشة". وهي الحركات التي لا يكون فيها القمع والعنف مجرد أدوات أو تكتيكات تُستخدم عند الضرورة، بل هما طبيعة بنيوية وجزء جوهري من كيانها ذاته. في هذا السياق، لا يكون التوحش خيارًا سياسيًا يمكن تنظيمه أو التخلي عنه، بل هو آلية دائمة للتعامل مع المجتمع، والخصوم، والحلفاء المؤقتين، وحتى مؤيديها الذي تعتقد أن ولائهم ليس مطلقا. إن الطبيعة البنيوية للحوثيين، القائمة على العنف والقسوة، تجعلهم غير قادرين على تبني أنماط سلوكية عقلانية أو مرنة، لأنهم يفتقرون أساسًا إلى الأدوات السياسية للحكم الحديث، مثل بناء التوافق أو العمل ضمن نظام تعددي. وبدلًا من ذلك، يصبح العنف هو اللغة الوحيدة التي تفهمها الحركة وتتواصل بها – سواء داخل تنظيمها الداخلي أو في تفاعلاتها مع محيطها. وبمرور الوقت، تتفاقم هذه الوحشية وتتوسع في جميع الظروف، سواء كانت الحركة في حالة ضعف أو قوة وطمأنينة. ففي أوقات الضعف، تعوض الحركة عجزها عن كسب الدعم الطوعي أو ما يُعرف بـ "الشرعية" من خ...