شيطنة الوحدة، ونرجسية الانفصاليين
شيطنة الوحدة، ونرجسية الانفصاليين عبدالناصر المودع بعد قيام الوحدة بفترة وجيزة أدرك قادة الحزب الاشتراكي – حكام دولة الجنوب السابقة – أن فرصة بقائهم في السلطة في دولة الوحدة محدودة جدا، وتأكد لهم ذلك عقب انتخابات 1993 البرلمانية، والتي لم تمنحهم إلا مقاعد الجنوب، وبضعة مقاعد في الشمال. وكانت المحصلة النهائية لتلك الانتخابات حصول الحزب الاشتراكي على ما يعادل خُمس مقاعد مجلس النواب، وهو ما يساوي، تقريبا، عدد سكان الجنوب مقارنة بالشمال. ونتيجة لذلك تأكد لقادة الحزب الاشتراكي بأن خروجهم من السلطة، في حال استمروا في دولة الوحدة، سيكون أمرا حتميا، وهو الأمر الذي جعلهم يشرعون في تنفيذ الخطة البديلة، والتي لم تكن غائبة عنهم، والمتمثلة بالعودة عن الوحدة، وبأي شكل من الأشكال، للاحتفاظ بالسلطة في الجنوب. ولتنفيذ تلك الخطة؛ تطلب الأمر التمهيد النظري لها، والمتمثل بشيطنة الوحد...